فيديو لتعليم الاطفال بالصوت والصورة

فيديو لتعليم الاطفال بالصوت والصورة




لمهم أن تخبر والديك

مقالة للأطفال (9 - 13)


الكثير من الشخصيات الجديدة ستواجهك وأنت تترك عتبة باب بيتك متجهًا نحو المدرسة، أو حتى شوارعِ الحي القريبة من منزلكم الآمِن.

ستجد في مواجهتك أولئك الأصدقاءَ الطيبين، وستستمتع بكونك فردًا في فريق رائع، وستجد أمامك أيضًا الكثيرَ من الأشرار والمخادعين والمتنمرين؛ (أي مَن يبحثون عن الفرائس).

أحد تلامذتي كان طيبًا لطيفًا وجبانًا بعض الشيء، وفي أحد الأيام جاءني زميلُه ليخبرني أن أحدَ الأولاد المتنمِّرين في صفهم يأخذ من هذا الطفل الطيبِ طعامَه كل يوم، ويترك له وظائفَه ليكتبها في أثناء الفسحة المدرسية، بينما يستمتع ذلك المتنمِّرُ بالطعام اللذيذ.

يومها شعرت بالدماء تغلي في عروقي، وأتيت بالطفل الخجول نحوي وسألته:
"لِمَ لَم تخبرني بما يفعله هذا الشرير معك؟".

فقال بحزن:
"أخبرني أنه سيضربني لو فعلتُ، وأنه سيفعل لو رفضتُ تقديمَ الطعام له!".

كان حل المسألة سهلاً ما دمت أنا المعلمة، وأمتلك تلك السلطة، ومع هذا آثرتُ أن يُعرَض الأمرُ برمته على الإدارة؛ ليكون عقاب المتنمر درسًا لا ينساه، وعِبرة لكل من تسوِّل له نفسه أن يعيد التجرِبة.

وكان لطفلنا الصغير درسًا أيضًا ليتحدث مستقبلاً عن آلامه، وليشكوَ لمن يُنقذه، ولا يكتم التهديدات التي تناله من أولاد جبناء أصلاً، ويستغلون ضعف مَن يرون فيه الضعف، فلو أخبر صاحبُنا والدته أو والده وقتَها، لحُلَّت القضية، ولم يكن ليتعرَّضَ لكل ما تعرَّض له من عذاب حتى جاء مَن يتحدث نيابة عنه.

في يوم من الأيام جاء أحد التلاميذ بصورة غير لائقة إلى المدرسة، وراح يعرضها بوقاحة على زملائه، وعندما هدَّده أحدُهم بإخبار المدرس بما فعل، ثار وقال له بجرأة:
"سأخبر الأستاذ أنك من جلب تلك الصور".

كان الصغير ضعيفًا وساذجًا، وخشي أن يصدِّقَ الأستاذ أنه مَن فعلها، ولم يصلِ الخبرُ للإدارة، ولو كان وصل، لتخلَّص الجميعُ من حماقات طالب غير مهذب.

في بعض الأحيان لا يأتي الخطرُ والخوف من أقراننا فقط، فقد يأتي من بالغٍ كبير، وربما مِمَّن نُكِنُّ لهم شيئًا من مودة، وقد يصدر منهم ما لا نتوقعه، وربما يحاولون إجبارَنا على أعمال لا نرتضيها، والحل دومًا وأبدًا هو التحدثُ لكبيرٍ نثق به؛ قد يكون الأخ الأكبر، أو الوالد، أو الوالدة، أو العم، أو الخال، وقد يكون المدرس والمدير والمرشد الاجتماعي في المدرسة، وسنرى حينها نتائجَ رائعةً، تجعل ذلك الوحشَ الذي يحاول أذيتَنا يتحول إلى قزم جبانٍ بارعٍ في الهرب والتنصُّل من فَعلتِه، ولنكن وقتها متأكِّدين أننا سنكون الأقوى؛ لأننا الأصدقُ، ولأننا على حق.

لا تكن جبانًا، ولا تسكت عن الخطأ، ولا تتركْ للأشرار فرصةً لاستغلالك؛ فقوَّتُهم تبدأ عندما يدركون مقدارَ ضعفك وخوفك من الحديث عن أفعالهم السيئة للكبار الذين نثقُ بهم.

ولا تنسَ قولَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير))، صدق رسول الله.

مع أمنياتي لكم بسعادة لا تنقضي.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/51081/#ixzz3aHkspX00

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق